إلام الخلف بينكم إلاما وتُعرف أيضاً بـ قصيدة السودان، هي قصيدة من تأليف احمد شوقي، ولحنها وغناها لاحقاً محمد عبد الوهاب.
نص القصيدة
| إِلامَ الخُلفُ بَينَكُمُ إِلاما
|
|
وَهَذي الضَجَّةُ الكُبرى عَلاما
|
| وَفيمَ يَكيدُ بَعضُكُمُ لِبَعضٍ
|
|
وَتُبدونَ العَداوَةَ وَالخِصاما
|
| وَأَينَ الفَوزُ لا مِصرُ اِستَقَرَّت
|
|
عَلى حالٍ وَلا السودانُ داما
|
| وَأَينَ ذَهَبتُمُ بِالحَقِّ لَمّا
|
|
رَكِبتُم في قَضِيَّتِهِ الظَلاما
|
| لَقَد صارَت لَكُم حُكماً وَغُنماً
|
|
وَكانَ شِعارُها المَوتَ الزُؤاما
|
| وَثِقتُم وَاِتَّهَمتُم في اللَيالي
|
|
فَلا ثِقَةً أَدَمنَ وَلا اِتِّهاما
|
| شَبَبتُم بَينَكُم في القُطرِ ناراً
|
|
عَلى مُحتَلِّهِ كانَت سَلاما
|
| إِذا ما راضَها بِالعَقلِ قَومٌ
|
|
أَجَدَّ لَها هَوى قَومٍ ضِراما
|
| تَرامَيتُم فَقالَ الناسُ قَومٌ
|
|
إِلى الخِذلانِ أَمرُهُمُ تَرامى
|
| وَكانَت مِصرُ أَوَّلَ مَن أَصَبتُم
|
|
فَلَم تُحصِ الجِراحَ وَلا الكِلاما
|
| إِذا كانَ الرِماةُ رِماةَ سوءٍ
|
|
أَحَلّوا غَيرَ مَرماها السِهاما
|
| أَبَعدَ العُروَةِ الوُثقى وَصَفٍّ
|
|
أَبَعدَ العُروَةِ الوُثقى وَصَفٍّ
|
| تَباغَيتُم كَأَنَّكُمُ خَلايا
|
|
مِنَ السَرَطانِ لا تَجِدُ الضِماما
|
| أَرى طَيّارَهُم أَوفى عَلَينا
|
|
وَحَلَّقَ فَوقَ أَرؤُسِنا وَحاما
|
| وَأَنظُرُ جَيشَهُم مِن نِصفِ قَرنٍ
|
|
عَلى أَبصارِنا ضَرَبَ الخِياما
|
| فَلا أُمَناؤُنا نَقَصوهُ رُمحاً
|
|
وَلا خُوّانُنا زادوا حُساما
|
| وَنَلقى الجَوَّ صاعِقَةً وَرَعداً
|
|
إِذا قَصرُ الدُبارَةِ فيهِ غاما
|
| إِذا اِنفَجَرَت عَلَينا الخَيلُ مِنهُ
|
|
رَكِبنا الصَمتَ أَو قُدنا الكَلاما
|
| فَأُبنا بِالتَخاذُلِ وَالتَلاحي
|
|
وَآبَ مِمّا اِبتَغى مِنّا وَراما
|
| مَلَكنا مارِنَ الدُنيا بِوَقتٍ
|
|
فَلَم نُحسِن عَلى الدُنيا القِياما
|
| طَلَعنا وَهيَ مُقبِلَةٌ أُسوداً
|
|
وَرُحنا وَهيَ مُدبِرَةٌ نَعاما
|
| وَلينا الأَمرَ حِزباً بَعدَ حِزبٍ
|
|
فَلَم نَكُ مُصلِحينَ وَلا كِراما
|
| جَعَلنا الحُكمَ تَولِيَةً وَعَزلاً
|
|
وَلَم نَعدُ الجَزاءَ وَالاِنتِقاما
|
| وَسُسنا الأَمرَ حينَ خَلا إِلَينا
|
|
بِأَهواءِ النُفوسِ فَما اِستَقاما
|
| إِذا التَصريحُ كانَ بِراحَ كُفرٍ
|
|
فَلِم جُنَّ الرِجالُ بِهِ غَراما
|
| وَكَيفَ يَكونُ في أَيدٍ حَلالاً
|
|
وَفي أُخرى مِنَ الأَيدي حَراما
|
| وَما أَدرى غَداةَ سُقيتُموهُ
|
|
أَتِرياقاً سُقيتُمُ أَم سِماما
|
| شَهيدَ الحَقِّ قُم تَرَهُ يَتيماً
|
|
بِأَرضٍ ضُيِّعَت فيها اليَتامى
|
| أَقامَ عَلى الشِفاهِ بِها غَريباً
|
|
وَمَرَّ عَلى القُلوبِ فَما أَقاما
|
| سَقِمتَ فَلَم تَبِت نَفسٌ بِخَيرٍ
|
|
كَأَنَّ بِمُهجَةِ الوَطَنِ السَقاما
|
| وَلَم أَرَ مِثلَ نَعشِكَ إِذ تَهادى
|
|
فَغَطّى الأَرضَ وَاِنتَظَمَ الأَناما
|
| تَحَمَّلَ هِمَّةً وَأَقَلَّ ديناً
|
|
وَضَمَّ مُروءَةً وَحَوى زِماما
|
| وَما أَنساكَ في العِشرينَ لَمّا
|
|
طَلَعتَ حِيالَها قَمَراً تَماما
|
| يُشارُ إِلَيكَ في النادي وَتُرمى
|
|
بِعَينَي مَن أَحَبَّ وَمَن تَعامى
|
| إِذا جِئتَ المَنابِرَ كُنتَ قُسّاً
|
|
إِذا هُوَ في عُكاظَ عَلا السَناما
|
| وَأَنتَ أَلَذُّ لِلحَقِّ اِهتِزازاً
|
|
وَأَلطَفُ حينَ تَنطِقُهُ اِبتِساما
|
| وَتَحمُلُ في أَديمِ الحَقِّ وَجهاً
|
|
صُراحاً لَيسَ يَتَّخِذُ اللِثاما
|
| أَتَذكُرُ قَبلَ هَذا الجيلِ جيلاً
|
|
سَهِرنا عَن مُعَلِّمِهِم وَناما
|
| مِهارُ الحَقِّ بَغَّضَنا إِلَيهِم
|
|
شَكيمَ القَيصَرِيَّةِ وَاللِجاما
|
| لِواؤُكَ كانَ يَسقيهِم بِجامٍ
|
|
وَكانَ الشِعرُ بَينَ يَدَيَّ جاما
|
| مِنَ الوَطَنِيَّةِ اِستَبقَوا رَحيقاً
|
|
فَضَضنا عَن مُعَتِّقِها الخِتاما
|
| غَرَسنا كَرمَها فَزَكا أُصولاً
|
|
بِكُلِّ قَرارَةٍ وَزَكا مُداما
|
| جَمَعتَهُمُ عَلى نَبَراتِ صَوتٍ
|
|
كَنَفخِ الصورِ حَرَّكَتِ الرِجاما
|
| لَكَ الخُطَبُ الَّتي غَصَّ الأَعادي
|
|
بِسَورَتِها وَساغَت لِلنُدامى
|
| فَكانَت في مَرارَتِها زَئيراً
|
|
وَكانَت في حَلاوَتِها بُغاما
|
| بِكَ الوَطَنِيَّةُ اِعتَدَلَت وَكانَت
|
|
حَديثاً مِن خُرافَةٍ أَو مَناما
|
| بَنَيتَ قَضِيَّةَ الأَوطانِ مِنها
|
|
وَصَيَّرتَ الجَلاءَ لَها دِعاما
|
| هَزَزتَ بَني الزَمانِ بِهِ صَبِيّاً
|
|
وَرُعتَ بِهِ بَني الدُنيا غُلاما
|
مرئيات