كارين ويترهان

(تم التحويل من Karen Wetterhahn)
كارين ويترهان
Karen Wetterhahn
KarenWetterhahn.jpg
وُلِدَ(1948-10-16)أكتوبر 16, 1948
توفييونيو 8, 1997(1997-06-08) (aged 48)
لبنانون، نيو هامپشر، الولايات المتحدة
أسماء أخرىكارين ويترهان جانيت [1]
المدرسة الأم
عـُرِف بـ
السيرة العلمية
المجالاتالكيمياء
الهيئاتكلية دارتموث
أطروحةكواشف التداخل الفلزي: التركيب والخصائص الفيزيائية وتفاعلها مع الأحماض النووية (1975)
المشرف على الدكتوراهستيفن ليپارد

كارين إليزابث ويترهان (Karen Elizabeth Wetterhahn، و. 16 أكتوبر 1948 - ت. 8 يونيو 1997)، وتشتهر أيضاً باسم كارين ويترهان جانيت،[1] هي أستاذة كيمياء أمريكية في كلية دارتموث، نيو هامپشر، متخصصة في التعرض للفلزات السامة. توفيت ويترهان بسبب التسمم بالزئبق عن عمر يناهز 48 عاماً، نتيجة تعرضها العرضي لمركب ثنائي ميثيل الزئبق العضوي شديد السمية (Hg(CH
3
)
2
). لم توفر القفازات الواقية المستخدمة وقت الحادث الحماية الكافية، كما ثبت أن التعرض لقطرة واحدة أو اثنتين فقط من ثنائي ميثيل الزئبق الممتص من خلال القفازات قاتل بعد أقل من عام.


مسيرتها المهنية

وُلدت ويترهان في پلاتسبورگ، نيويورك.[2] حصلت على البكالريوس من جامعة سانت لورنس عام 1970 وعلى الدكتوراه من جامعة كلومبيا عام 1975.[3] كان المشرف على رسالتها للدكتوراه ستيفن ليپارد.[4] انضمت ويترهان إلى طاقم تدريس كلية دارتموث عام 1976 ونشرت أكثر من 85 ورقة بحثية.[2] عام 1990، ساعدت ويتيرهان في إنشاء مشروع المرأة في العلوم (WISP) في كلية دارتموث، والذي ساعد في رفع حصة النساء المتخصصات في العلوم من 13% إلى 25% في كلية دارتموث وأصبح نموذجاً وطنياً.[2][5][6]

وفاتها

في 14 أغسطس 1996، كانت ويترهان، المتخصصة في التعرض للفلزات السامة، تدرس كيفية تفاعل أيونات الزئبق مع پروتينات ترميم الدنا، وتبحث في الخصائص السامة لعنصر ثقيل آخر شديد السمية، وهو الكادميوم. كانت تستخدم ثنائي ميثيل الزئبق، الذي كان آنذاك المرجع الداخلي القياسي لقياسات الرنين المغناطيسي النووي 199
Hg
.[7]

تذكرت ويترهان لاحقاً أنها سكبت عدة قطرات من ثنائي ميثيل الزئبق من طرف ماصة على يدها التي كانت ترتدي قفازاً مطاطياً.[8] لأنها لم تكن تعتقد أنها في خطر وشيك، حيث كانت تتخذ جميع الاحتياطات الموصى بها،[9] فقد شرعت في تنظيف المنطقة قبل خلع ملابسها الواقية.[8] ومع ذلك، كشفت الاختبارات في وقت لاحق أن ثنائي ميثيل الزئبق يمكن أن يخترق بسرعة عدة أنواع من القفازات المطاطية ويدخل الجلد في غضون حوالي 15 ثانية.[7] وقد تأكد تعرضها لاحقاً من خلال تحليل الشعر، والذي أظهر ارتفاعاً كبيراً في مستويات الزئبق بعد 17 يوماً من الحادث، وبلغت ذروتها عند 39 يوماً، تلاها انخفاض تدريجي.[8]

بعد حوالي ثلاثة أشهر من الحادث، بدأت ويترهان تعاني من نوبات قصيرة من المغص ولاحظت فقداناً ملحوظاً في الوزن. ظهرت الأعراض العصبية الأكثر وضوحاً لتسمم الزئبق، بما في ذلك فقدان التوازن وتلعثم الكلام، في يناير 1997، أي بعد خمسة أشهر من الحادث.[8] وفي تلك المرحلة، أثبتت الاختبارات أنها تعاني من تسمم حاد بالزئبق.[5][6][9] كان محتوى الزئبق في دمها وبولها 4,000 م.ج/ل [7] و234 μg/L، على التوالي - كلاهما أكبر بعدة مرات من عتبات السمية الخاصة بهما والتي تبلغ 200 م.ج/ل و50 م.ج/ل (نطاقات مرجعية للدم والبول تتراوح من 1 إلى 8 م.ج/ل ومن 1 إلى 5 م.ج/ل).[8]

على الرغم من العلاج المكثف بالاستخلاب، تدهورت حالتها بسرعة. بعد ثلاثة أسابيع من ظهور الأعراض العصبية الأولى، دخلت ويترهان في حالة تشبه حالة الخضرية، تخللتها فترات من الهياج الشديد.[8] قال أحد طلابها السابقين: "رأى زوجها الدموع تنهمر على وجهها. سألتها إن كانت تتألم. قال الأطباء أنه لا يبدو أن دماغها قادر على تسجيل الألم". فُصلت ويترهان عن أجهزة الإنعاش وأُعلنت وفاتها في 8 يونيو 1997، بعد عشرة أشهر من تعرضها الأول للإشعاع.[8]

وقد أثبتت القضية أن الاحتياطات القياسية في ذلك الوقت، والتي اتبتعها ويترهان بعناية، لم تكن كافية للحماية من المواد الكيميائية "شديدة السامة" مثل ثنائي ميثيل الزئبق.[8] رداً على ذلك، أوصت إدارة السلامة والصحة المهنية بتجنب استخدام ثنائي ميثيل الزئبق إلا إذا كان ضرورياً للغاية وفرضت استخدام القفازات المطاطية المغلفة (SilverShield) عند التعامل مع هذا المركب.[10] دفعت وفاتها إلى التفكير في استخدام مادة مرجعية بديلة لتجارب مطيافية الرنين المغناطيسي النووي باستخدام الزئبق.[11][12][13]

ذكراها

كارين ويترهان في معملها.

تعرضت ويترهان للزئبق عرضياً رغم اتخاذها جميع التدابير اللازمة آنذاك. وشملت هذه التدابير استخدام قفازات مطاطية، وغطاء للدخان، والالتزام بإجراءات السلامة القياسية. بعد اكتشاف تسمم ويترهان بالزئبق، اختبر زملاؤها قفازات أمان مختلفة ضد ثنائي ميثيل الزئبق، ووجدوا أن هذا الجزيء الصغير عديم القطبية ينتشر عبر معظمها في ثواني، أسرع بكثير من المتوقع.[7][8] نتيجة لذلك، توصي إدارة الصحة والسلامة المهنية الآن بارتداء قفازات سلڤر شيلد المصفحة، والتي يجب ارتداؤها تحت قفاز خارجي مقاوم للتآكل والتمزق، أثناء التعامل مع ثنائي ميثيل الزئبق.

في ذلك الوقت، كان ثنائي ميثيل الزئبق هو معيار المعايرة الشائع لمطيافية الرنين المغناطيسي النووي 199
Hg
لأنه يتمتع بمزايا معينة مقارنة بالبدائل الأخرى.[14] نتيجة لحادث ويترهان، روجعت توصيات السلامة، وجرى الحد من استخدام ثنائي ميثيل الزئبق لأي غرض من الأغراض بشدة.[10] يتضمن إرث ويترهان تحسناً كبيراً ودائماً في سلامة المختبرات.[15]

منذ ذلك الحين، أطلقت كلية دارتموث جائزة باسم ويترهان (زمالة كارين ويترهان للدراسات العليا في الكيمياء، التي تأسست عام 1998 ومُوّلت من صندوق كارين ويترهان التذكاري) لتشجيع النساء الأخريات على السعي وراء مهن في مجال العلوم. وهي زمالة لمدة عام واحد تُمنح لطالبة دراسات عليا متميزة في الكيمياء، والتي ستحصل على درجة الدكتوراه في غضون عامين. ويُفضّل، كلما أمكن، أن تكون امرأةً لنيل هذه الجائزة.[16] كما يمنح المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية جائزة كارين ويترهان التذكارية، والتي تُمنح سنوياً لطلاب الدراسات العليا أو الباحثين في مرحلة ما بعد الدكتوراه.[17]

المصادر

  1. ^ أ ب "Lippard's PhD. students at Columbia University" (PDF). lippardlab.mit.edu. Retrieved July 7, 2021.
  2. ^ أ ب ت "Karen Wetterhahn; Dartmouth Scientist". Los Angeles Times. June 12, 1997. Archived from the original on July 14, 2014. Retrieved July 11, 2014.
  3. ^ "In Memoriam Karen E. Wetterhahn, Ph.D. 1948−1997". Chemical Research in Toxicology. 10 (9): 923. 1997. doi:10.1021/tx9704922.
  4. ^ Long, Janice (1997). "Mercury poisoning fatal to chemist". Chemical & Engineering News. 75 (24): 11–12. doi:10.1021/cen-v075n024.p011a.
  5. ^ أ ب Endicott, Karen (April 1998). "The Trembling Edge of Science". Dartmouth Alumni Magazine. Archived (PDF) from the original on 2014-07-15.
  6. ^ أ ب "A Tribute to Karen Wetterhahn". Dartmouth College. May 1, 2009. Archived from the original on June 26, 2009.
  7. ^ أ ب ت ث Cotton, Simon (October 2003). "Dimethylmercury and Mercury Poisoning: The Karen Wetterhahn story". Molecule of the Month. Bristol University School of Chemistry. doi:10.6084/m9.figshare.5245807. Archived from the original on May 30, 2012. Retrieved January 6, 2021.
  8. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Nierenberg, David W.; Nordgren, Richard E.; Chang, Morris B.; Siegler, Richard W.; Blayney, Michael B.; Hochberg, Fred; Toribara, Taft Y.; Cernichiari, Elsa; Clarkson, Thomas (1998). "Delayed Cerebellar Disease and Death after Accidental Exposure to Dimethylmercury". New England Journal of Medicine. 338 (23): 1672–1676. doi:10.1056/NEJM199806043382305. PMID 9614258.
  9. ^ أ ب Newman, Cathy (May 2005). "Pick Your Poison – 12 Toxic Tales". National Geographic. Archived from the original on 2009-02-18. Retrieved 2009-03-07.
  10. ^ أ ب Witt, Steven F. (March 9, 1998). "Dimethylmercury". OSHA Hazard Information Bulletins. Office of Science and Technology Assessment, Occupational Safety and Health Administration. Retrieved March 22, 2021.
  11. ^ Zacks, Rebecca (September 1997). "Looking for alternatives". Scientific American. Vol. 277, no. 3. p. 20.
  12. ^ Blayney, Michael B.; Winn, John S.; Nierenberg, David W. (May 12, 1997). "Handling dimethylmercury". Chemical & Engineering News. Vol. 75, no. 19. p. 7. doi:10.1021/cen-v075n019.p007.
  13. ^ Toriba, Taft Y.; Clarkson, Thomas W.; Nierenberg, David W. (June 16, 1997). "More on working with dimethylmercury". Chemical and Engineering News. Vol. 75, no. 24. p. 6. doi:10.1021/cen-v075n024.p006.
  14. ^ O'Halloran, Thomas V.; Singer, Christopher P. (March 10, 1998). "199Hg NMR Standards". Northwestern University. Archived from the original on June 3, 2013.
  15. ^ Cavanaugh, Ray (February 2019). "The dangers of dimethylmercury". Chemistry World. Royal Society of Chemistry. Retrieved January 6, 2021.
  16. ^ "The Karen E. Wetterhahn Graduate Fellowship in Chemistry". Dartmouth College. January 30, 2014. Archived from the original on July 10, 2015. Retrieved July 15, 2014.
  17. ^ "Karen Wetterhahn Memorial Award". National Institute of Environmental Health Sciences. June 27, 2013. Archived from the original on August 14, 2012. Retrieved July 14, 2014.

وصلات خارجية