مركز كفر غطاطي ومنشأة البكاري

(تم التحويل من كفر غطاطي)
مركز كفر غطاطي ومنشأة البكاري
خريطة مركز كفر غطاطي ومنشأة البكاري.
خريطة مركز كفر غطاطي ومنشأة البكاري.
مركز كفر غطاطي ومنشأة البكاري is located in مصر
مركز كفر غطاطي ومنشأة البكاري
موقع مركز كفر غطاطي ومنشأة البكاري في مصر
الإحداثيات: 29°25′N 31°15′E / 29.417°N 31.250°E / 29.417; 31.250
البلد مصر
المحافظةالجيزة
المساحة
 • الإجمالي0٫0٬047 ميل² (0٫0121 كم²)
التعداد
 (2011)
 • الإجمالي135٫000
منطقة التوقيتUTC+2 (EST)
 • الصيف (التوقيت الصيفي)+3

كفر غطاطي ومنشأة البكاري، هو مراكز ومدينة في محافظة الجيزة، مصر.

التأسيس

أنشئ مركز ومدينة كفر غطاطي ومنشأة البكاري عام 2010 بناءاً على قرار السيد رئيس مجلس الوزراء رقم 1179 لسنة 2010 بتاريخ 4 مايو 2010 فصلا عن حي الهرم وتضم المدينة قرى ونوابع.

الجغرافيا

يتوسط المركز والمدينة محافظة الجيزة من الناحية الغربية، ويحده من الشرق والجنوب الطريق الدائري، ومن الشمال مدينة كرداسة، ومن الغرب طريق المنصورية.[1]

التقسيمات الادارية

يضم المركز مدينتي كفر غطاطي ومنشأة البكاري، ويتبعها بعض القرى والتوابع.

الديموغرافيا

يقطن المركز 135.00 نسمة غالبيتهم يقيم بمنشأة البكاري.

الاقتصاد

يعمل السكان بالزراعة الى جانب التجارة والحرف.

أرض المتحف المصري

تمهيد

رجل الأعمال وابن القرية الحج ممدوح مبروك غطاطي.
صورة لعمليات البناء في المتحف قبل عشر سنوات. التقطها المصور مصطفى محمود عام 2015 من داخل القرية.
دوار الحج غطاطي على مسافة أمتار من أرض المتحف.
استراحة الملك فاروق على بعد أمتار من أرض المتحف.
رسل باشا حكمدار القاهرة.


على مدار ثلاثين عامًا، جُمعت هذه الحكايات باعتباري أحد سكان قرية كفر غطاطي، وهي إحدى القريتين (مع كفر نصّار) اللتين تقع عليهما أرض المتحف المصري الكبير، وكلاهما تابعتان إداريًا لحي الهرم بمحافظة الجيزة. جزء من هذه الحكايات كنت شاهدًا عليه، وجزء آخر استقيته من روايات شفوية لأهالي القرية قبل نحو عشر سنوات، بالإضافة إلى ما جمعته من خلال مصادري في هيئة المساحة، ووزارات الزراعة والتخطيط. كانت البداية مشروع رواية أعمل عليها، لكنني تركت الرواية وأكملت توثيق حكاية غطاطي نفسها.[2]

أصل المكان وتاريخه

قبل نحو خمسة وثلاثين عامًا، كانت أرض المتحف صحراء قاحلة تمثل الظهير الصحراوي لكفر غطاطي، وكانت حدود القرية تمتد آنذاك حتى المنطقة التي تُعرف اليوم باسم حدائق الأهرام، وهي مناطق كانت جبلية وصحراوية بالكامل. تُشير الروايات الشعبية إلى أن القرية كانت تُعرف قبل نحو مئتي عام باسم “جُحر الدِّيب”، لأنها كانت مأوى للذئاب القادمة من هضبة الأهرام، ثم تحوّل الاسم تدريجيًا إلى “غطاطي”.

ظهور فكرة المتحف

في التسعينيات، بدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في الظهور، وتمّ نزع ملكية أول جزء من الأرض المخصّصة له. تصادف أن شهدت تلك الأرض أول معسكر لي داخل جماعة الإخوان المسلمين عام 1997، حين كنت طالبًا في المرحلة الإعدادية.

القرية والهوية الزراعية

رغم قرب كفر غطاطي من منطقة الأهرامات، فإنها لم تكن تضم آثارًا تاريخية معروفة، إذ عُرفت منذ القدم بكونها منطقة زراعية تفصل بين الأهرامات وقرى بني مجدول وناهيا.

ويذكر محمد رمزي في كتابه القاموس الجغرافي للبلاد المصرية أن في مصر القديمة قرية تُسمى “نهت”، كانت مكرّسة لعبادة الإلهة هاتور (إلهة السماء والحب والجمال والموسيقى)، ويشير معجم البلدان إليها باسم “نهيا”، بينما تُسميها الخطط التوفيقية “نهية”، وهي التي عُرفت في العصر الحديث باسم ناهيا، ومن أبنائها الشهيد اللواء أحمد عبود الزمر، أحد أبطال معركة رأس العش وقائد الفرقة 23 مشاة ميكانيكي في حرب أكتوبر 1973.

من كرداسة إلى غطاطي

قرى غطاطي وبني مجدول وناهيا أصبحت لاحقًا جزءًا مما نعرفه في الوقت الحاضر باسم مركز كرداسة، الذي شهد أحداثًا دامية مثل مذبحة كرداسة التي راح ضحيتها أكثر من 12 ضابطًا وجنديًا، وخرج من هذه المنطقة عدد من الشخصيات المرتبطة بجماعات العنف المسلح، مثل عبود وطارق الزمر (منفذي اغتيال السادات)، والغلزاني (قائد عملية قسم كرداسة)، وأحمد النجار (المتهم في قضية “العائدون من ألبانيا” سنة 1998).

الفترة الملكية والباشا الإنجليزي

رغم تحوّل هذه القرى إلى مناطق سكنية وتقلّص الرقعة الزراعية، إلا أن خرائط هيئة المساحة لا تزال تُسجلها على هيئة أحواض زراعية، مثل حوض المنيكلي باشا وحوض الصيرفي باشا. ووفقًا للروايات الشفوية، كانت كفر غطاطي وسية مملوكة للضابط الإنجليزي رسل باشا، حكمدار القاهرة في الأربعينيات. وتُشير الروايات إلى أن شارع البرنس المواجه للمتحف سُمّي بهذا الاسم نسبة إلى البرنس رسل باشا، إذ كانت فيلّته قائمة هناك.

ويُذكر أن رسل باشا هو نفسه الضابط الذي أصدر الأمر بفتح كوبري عباس على المتظاهرين في أحداث مشهورة جُسدت لاحقًا في فيلم في بيتنا رجل بطولة عمر الشريف. ترك رسل باشا مصر عام 1945 بعد أن كانت الوسية ملكه، ودوّن مذكراته لاحقًا (صدرت بالإنجليزية عام 1949)، وترجمها لاحقًا الكاتب مصطفى عبيد في دار الرواق، لكنها لم تتضمن أي ذكر للقرية أو أهلها.

من الوسية إلى ملكية الأهالي

بعد ثورة يوليو 1952، تغيّر الوضع جذريًا، إذ تم توزيع الأراضي على الأهالي، فتحولوا من عمال إلى ملاكٍ بعد حصول كل أسرة على خمسة فدادين. ومنذ ذلك الحين، ترسّخت علاقة قوية بين أهالي غطاطي وأرضهم، حتى إن كل من يسكن القرية من خارجها يظل غريبًا مهما طال مقامه فيها.

نشأة القرية وتفرع العائلات

تُجمع الروايات على أن الحاج غطاطي الكبير كان أول من سكن القرية قبل نحو مئتي عام، ثم توافدت إليها عائلات من كرداسة والقرى المجاورة، ولهذا نجد أن أكبر عشر عائلات في غطاطي هي نفسها تقريبًا عائلات كرداسة وناهيا وبني مجدول وكفر حكيم.

تُظهر الصور القديمة التي التُقطت قبل عشرين عامًا دوار الحاج غطاطي على مقربة من أرض المتحف الكبير، وهي صور وثّقها المصوّر مصطفى محمود أثناء جولة مشتركة لتوثيق معالم القرية، إدراكًا مني أن ملامحها ستتغير بمرور الوقت.

السبعينيات وبدايات التحول الاجتماعي

تحوّل اسم القرية رسميًا في السبعينيات إلى كفر غطاطي، وبدأ الأبناء والأحفاد في الاستفادة من التعليم المجاني. سافر عدد من شبابها إلى أوروبا خلال العطلات الصيفية للعمل، وهي ظاهرة كانت شائعة آنذاك، وعادوا ببعض المال الذي استثمره معظمهم في بناء منازل جديدة. إلا أن أحدهم — وفق الروايات — قرر استثمار أمواله بطريقة مختلفة، فاستورد منتجات شركة ألمانية في مجال بطاريات السيارات والإطارات، ليصبح أول وكيل لها في مصر من خلال محل صغير في شارع فيصل. تطور المشروع لاحقًا إلى توكيل “فارتا” الألمانية، الذي يملكه اليوم رجل الأعمال ممدوح غطاطي، حفيد الحاج غطاطي الكبير.

نشاط الإخوان المسلمين في المنطقة

منذ الأربعينيات استخدم النظام الخاص لجماعة الإخوان المسلمين مناطق كرداسة وأبو رواش لتدريب عناصره على السلاح. وفي الثمانينيات، تأسست أول شعبة للجماعة في غطاطي. وفي أواخر التسعينيات، حضرتُ أول معسكر تنظيمي داخل أرض المتحف — التي كانت آنذاك فضاءً صحراويًا — تحت ستار “الأنشطة الرياضية والثقافية”، حيث كان الأطفال يُجمعون بعد الفجر في رمضان لممارسة الألعاب والأنشطة المصاحبة لغرس الأفكار الدينية المتشددة.

كما حضرتُ ما كانت تُعرف بـ“الكتائب”، وهي تجمعات ليلية داخل الأراضي الزراعية، كانت تتضمن تلاوة آيات مختارة تتحدث عن الجهاد والقتال، وهي مرحلة تمهيدية لتجنيد الصغار.

الطريق إلى المدرسة وأرض المتحف

خلال مرحلة الثانوية العامة، كنت أقطع طريقًا يوميًا عبر أرض المتحف سيرًا على الأقدام إلى مدرسة حدائق الأهرام الواقعة على هضبة الهرم. كان المشهد مألوفًا لسكان المنطقة: أطفال يعبرون الجبل فجرًا للذهاب إلى مدارسهم. وفي نهاية تلك المرحلة، أُغلقت الأرض بسور، ومنع الحراس المرور منها، فكان الأمر مؤلمًا بالنسبة لي، إذ كانت تمثل جزءًا من طفولتي وذاكرتي.

نقل تمثال رمسيس الثاني وبداية التحول

في عام 2005، نُقل تمثال رمسيس الثاني من ميدانه بوسط القاهرة إلى أرض المتحف قبل الشروع في البناء، ثم نُقل مرة أخرى إلى موقعه الحالي عند المدخل الرئيسي. كنت أراه يوميًا في طريقي إلى الجامعة، حتى أصبحت أُحييه مازحًا: “إزيك يا جدي؟”.

أرض المتحف: رمز للتحول الوطني

أرض المتحف لم تكن مجرد مساحة للبناء، بل رمز لتاريخ طويل من التحول والانتصار. كانت يومًا ملكًا للباشوات والإنجليز، ثم ساحة لأنشطة الإخوان، قبل أن تعود ملكيتها لأهلها. إنها رحلة انتصار على كل أشكال السيطرة — الاستعمارية، الطبقية، والتنظيمية. ولو طال حكم الإخوان، لما قام هذا المتحف أصلًا، فقد كانوا سينعتونه بـ“الأصنام” ويحوّلون الأرض إلى معسكرات تدريب

افتتاح المتحف المصري الكبير ليس مجرد حدث ثقافي أو أثري، بل هو ختام لمسيرة مئتي عام من التحول والألم والصراع. إنه تتويج لانتصار الأرض وأهلها، وتجسيد لأربعة عقود من الذاكرة الشخصية التي عشتها بين تفاصيل كفر غطاطي وأرضها وتاريخها، والتي ما زلت أعيشها حتى اليوم.

المصادر

  1. ^ مركز ومدينة كفر غطاطي ومنشأة البكاري، الموقع الرسمي لمحافظة الجيزة
  2. ^ "الكل فرحان بحفل افتتاح المتحف المصري الكبير، لكن لو عرفنا حكاية الأرض اللى اتبنى عليها المتحف هنفرح أكتر!". Sameh Fayez Metwally. 2025-11-01. Retrieved 2025-11-01.
الكلمات الدالة: